هل
تعرف أفضل طريقة لحل مشاكل العمل مهما كانت ... إنها اللجوء إلى التفاوض لا
التصادم والإذعان ، لأنه خلال التفاوض يحدث نوع من تبادل الرأي ، وعرض وجهات النظر
، واستخدام أساليب التأثير والإقناع ، وتستخدم فيه أدوات الحوار من كلمات ، وألفاظ
، وعبارات ، وإشارات ... إلخ .. وفيه يتم مواجهة الرأي بالرأي ، والحجة بالحجة ،
والمنطق بالمنطق ، والدليل بالدليل إلى أن يتم الوصول إلى حل مقبول يرضاه طرفا
النزاع .
والتفاوض
هو البديل الأفضل دائماً ؛ لأنه يعتمد على المواجهة المعتدلة ، ويسعى كل طرف من
أطراف النزاع للدفاع عن مصالحه على أساس العدل ، والموضوعية ويشترط اللجوء إلى
التفاوض – كأسلوب لحل مشاكل العمل – وجود علاقة اعتمادية بين طرفي النزاع بمعنى ؛
أن كلاهما يحتاج إلى الآخر ، ولا يستطيع تجاهله ، إلى جانب وجود تكافؤ نسبي في
القوة بين طرفي النزاع ، وعدم وجود فارق كبير في القوى المتاحة للأطراف ، وهذا
الشرط يعني أن هناك فرصة متاحة للحل الأوسط الذي قد يرضى به الطرفان ، حيث إن كلاً
منهما لا يستطيع أن يحصل تماماً على ما يريد إلى جانب توافر رغبة مشتركة وحقيقية
لدى طرفي النزاع لحل الخلافات والمشاكل ، والاقتناع بأن التفاوض يمثل الطريق
الوحيد الأفضل لحل النزاع ، وأن اللجوء إلى أي أسلوب آخر سوف يكون غير مجد على
الإطلاق .
ويمتاز
أسلوب التفاوض كطريقة حل المشاكل في مجال العمل ؛ بأنه يمكن أن يؤدي إلى حل عادل
يتسم بالحكمة والموضوعية ، ويحقق المصالح المشروعة لكل طرف بقدر الإمكان ، ويحل
التشابك والتعارض بين المصالح بعدالة ، ويحقق الاستقرار طويل المدى ، ومن خلال
التفاوض ؛ يشعر كل طرف بالرضا النفسي حول الاتفاق على حل ، وإنه خرج من المشكلة
كاسباً حافظاً ماء وجهه ، وهذا الشعور بالرضا النفسي لا يشمل النتائج التي حصل عليها
كل طرف فحسب ، بل الطرق والأساليب التي تم بمقتضاها التوصل إلى حل للمشكلة القائمة
بين طرفي الإنتاج أو العمل ؛ لأنه في أحيان كثيرة قد تحصل على ما تريده ، إلا أنه
قد يصاحب ذلك مشاعر سيئة إذا ما تم الوصول إلى تلك النتائج بالأساليب الخاطئة .
ويتميز
التفاوض – كأسلوب لحل مشاكل العمل – بالبعد كل البعد عن التشدد أو التصلب المطلق ،
أو استخدام القوة ، أو أساليب التهديد ، كما أنه يتجنب الإذعان ؛ لأن الأسلوبين
يصاحبهما نوع من عدم الرضا أو النفور ، ومع ذلك فإنه خلال التفاوض عليك أن تعرف
متى تتشدد فيما لا يمكن التنازل عنه ؟ ومتى تساهل فيما يمكنك التنازل عنه؟ من أجل
البحث عن المكاسب والمنافع المشتركة والمتبادلة بقدر الإمكان وحل المشاكل للحيلولة
دون استفحالها .